الطريق إلى مجاهدة النفس:





الطريق إلى مجاهدة النفس:

إذا أردنا أيها الأحبة أن نروّض أنفسنا فهناك بعض الخطوات العملية لكل راغب في جهاد نفسه:

...........................................

أولًا، التربية الذاتية: ولعل هذه الخطوة من أهم الخطوات على طريق المجاهدة الصادقة
يقول ابن الجوزي وهو يتكلم عن تلك التربية الذاتية: "
ومن أدب الجهاد إِن مالَت إٍلى الشَهوات فاكبِحها بِلِجامِ التَقوى
وإِن أعرضت عن الطاعات فسقها بسوط المجاهدة
وإن استحلت شراب التواني، واستحسنت ثوب البطالة فصح عليها بصوت العزم.
فإن رمقت نفسها بعين العجب فذكرها خساسة الأصل
فإنك والله ما لم تجد مرارة الدواء في حلقك، لم تقدر على ذرة من العافية في بدنك".

....................................
ثانيًا، الصحبة الصالحة: فصديق الخير يذكرك بالله ويحفظك في حضرتك ومغيبك
ويحافظ على سمعتك ويدلك على كل خير ويعينك على قطع أشواط طريق المجاهدة،
قال تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 28].

..................................

ثالثًا، استغلال الوقت: يقول صلى الله عليه و سلم:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ"
أي أن أوقات الفراغ لا يعلم الكثير كيف يتصرف فيها و هي من الأوقات التي يجب استغلالها في التقرب إلى الله
و إن لم يكن كذلك فلا يجب أن تكون أوقاتا للمعصية.

...................................

رابعًا، التوكل على الله: إن اللجوء إلى الله سر كل نجاح
و نسيان طلب المعونة منه هو سبب كل خذلان
و من أراد الفوز في الدنيا و الآخرة فليتوكل على الله ثم ليأخذ بالأسباب
و ليكن طلب العون من الله عن طريق الدعاء، " فمن أدمن قرع الباب أوشك أن يفتح له".

..............

(رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)
آللهم آمين


تعليقات