اللهم اجعل حبك وحب رسولك أحب إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ،

الله الرحمن الرحيم 2013 متحركة لبسملة 2013 بسملة لبداية
دعاء إلهي أنت التوَّاب على من تاب، والمقرِّبُ لمن أناب، والكاشف ظُلمةَ الحجاب، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وأنت على كل شيء قدير، وإليك تُرجَع الأمور، وبك تُدفعُ الشرور. اللهم إني أسألك نورا ورُوحا من أمرك، وسرا من سرِّك، يورثني السكونَ لمقدورك، وهبني توفيقا منك يوقظ غافلي، ويُعلِّم جاهلي، ويُوضِّح... إليك طريقي، ويكون في النجعة والرجعة رفيقي. فيك جهادي، وعليك اعتمادي، وإليك مرجعي، وبين يديك مصرعي، تعلم حقيقة أمري، وسواءٌ لديك سرّي وجهري، تعاليتَ عن سِمات المُحدثات، وتنزَّهتَ عن النقائص والآفات، وتقدسَ علمُك عن معارضة الشُبُهات. إلهي أسألك توبة تمحو بها زلتي، وتتقبل بها عملي، وتُصلِح بها ظاهري، وتُظْهِرُ صالحي وتجمع بها شملي، وتشمل بها جمعي، وتقدس بها سري، وتُيَسِّر بها تقديسي، وتزكي بها نفسي، وتطهر بها رجسي، وهب لي منك نورا أمشي به بين الناس، إنك وهّاب الأنوار، وكاشف الأسرار، وكل شيء عندك بمقدار. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلَّم


بسم الله الرحمن الرحيم


الحَمْد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشْرف الأَنبياء والمرسَلين، نبينا وإمَامنَا وقُدوتنا محمد



بن عَبد الله رَسولُ رب العالمين، ورضي الله عن آله الطَاهرين وأصحَابه الطَيبين، والتابعين لهم بإحسان



إلى يوم الدين، أما بعد السَلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أُحَيي الجميع بتحية الإسلام، التَحية الطَيبة المبَاركَة، تحية أهل الجنة، فإن تَحِيتهمْ فيها هي السَلام،



أَسْأل الله سُبحَانه وتعالى بأسْمَائه الحُسنى وصِفاته العُلى أن يجعلني وإياكُم من أهْل الجنة، وَوَالِدَي



ووالديكم وذُرِيتي وذُرِيَتكم وجميع المسْلِمين، وأن يجْعَلنا جميعًا من عبَاده الذين يسْتَمِعُونَ القول



فيتبعون أحْسَنه، الذين أثْنى عليهم المَوْلى جَل وعَلا في كتابه الكَرِيم، فقال سُبحانه وتعالى: {فَبَشِّرْ



عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو



الْأَلْبَابِ} .



أيها الأخوة في الله إن الإنسان المسلم يشكر ربه سبحانه وبحمده، أن هداه للإسلام، وجعله حنيفًا مسلمًا، ليس يهوديًا مغضوبًا عليه، ولا نصرانيًا ضالاً، ولا شيوعيًا ملحدًا، بل مسلم ولله الحمد آمن ورضي بالله سبحانه ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً.
كما نعلم جميعا ايها الأفاضل الكرام أننا نودع هذه السنة راجين الله أن يغفر لنا ذنوبنا ويتقبل اعمالنا كما يجب علينا الوقوف ومحاسبة انفسنا عن الوقت الذي أنقضى من عمرنا ماذا قدمنا لليوم الأخر ولكن للأسف الشديد بدل ان نعاتب النفس الأمرة بالسوء ونحاسبها نرى الكثير من شباب أمتنا وبناتها إنتظار نهاية السنة للمشاركة مع الكفار الإحتفال برأس السنة وكما نعلم أن

التَّشبُّه بأهل الشَّرِّ مثل أهل الكفر والفسوق والعصيان وقد وبَّخ الله من تشبَّه بهم في شيء من قبائحهم فقال تعالى: ﴿فَاسْتَمْتَعْتُم بِخَلاَقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ بِخَلاَقِهِمْ وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خَاضُواْ﴾ [التوبة:69] وقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن التَّشبُّه بالمشركين وأهل الكتاب...

التَّشبُّه بأهل الخير والتَّقوى والإيمان والطَّاعة فهذا حسنٌ مندوبٌ إليه ولهذا يُشرع الاقتداء بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته وآدابه وأخلاقه وذلك مقتضَى المحبَّة الصَّحيحة فإنَّ المرء مع من أحبَّ ولا بدَّ من مشاركتِه في أصلِ عمله وإن قصَّر المحبُّ عن دَرجته...»

ومن أراد أن يشبع نهمته ويقف على عظم هذا الموضوع وأهمِّيته وكيف حرص الإسلام على شخصيَّة المسلم وحماها من التَّميُّع والتَّفسُّخ وأرادها معتزَّة مميَّزة شامخة فليرجع إلى كتاب شيخ الإسلام الموسوم بـ«اقتضاء الصِّراط المستقيم» فإنَّه ذكر فيه ما يزيد على ثلاثين آية من القرآن الكريم وقرَّر عقب كلِّ آية وجه الدِّلالة منها على موضوع التَّشبُّه.

ثمَّ ذكر من الأحاديث النَّبويَّة الدَّالَّة على تحريم مشابهة أهل الكتاب ما يقارب من المائة حديث مع التَّعليق عليها وذكر وجه الدِّلالة.

ثمَّ ذكر الإجماع على التَّحريم وأعقب ذلك بالآثار ثمَّ ذكر الاعتبار ما في بعضه كفاية فحريٌّ بكلِّ مسلم طالب للنَّجاة والاستقامة أن يطالع هذا الكتاب فإنَّه مفيد جدًّا.

قال تعالى : ﴿قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيل﴾ [المائدة:77]» قال ابن كثير في «تفسيره» (1/1ينبغي لكلِّ مسلم مُعتزٍّ بدينه أن يقصد مخالفة الكفَّار من اليهود والنَّصارى وغيرهم في كلِّ ما يُمكنه أن يخالفَهم فيه ولا يتشبَّه بهم أبدًا خاصَّة فيما هو من خصائصهم ومميِّزاتهم وشعاراتهم، ليتميَّز المسلم بشخصيَّته الفذَّة.

ومع توارد هذه النُّصوص النَّاهية الزَّاجرة عن مشابهتهم والآمرة بإظهار مخالفتهم إلاَّ أنَّ الواقف على حال الأمَّة اليوم يجد أكثر المسلمين قد تهافتوا على كلِّ ما يأتيهم من الغرب الكافر الملحد من غثٍّ وسمين وفُتِنُوا بكلِّ ما تَدُرُّ عليهم مخابرُ أوربا وأمريكا من أنواع (الموضة) والأزياء والهيئات حتَّى غدونا لا نفرِّق بين مسلم وكافر في الظَّاهر لشدَّة الموافقة والمشابهة والمشاكلة والمطابقة؛ فانظر إلى أنواع الألبسة وألوانها الَّتي تزيَّا بها شبابُنا وفَتياتنا، وأنواع القصَّات الشَّعريَّة الَّتي رسموا بها رؤوسهم وأحيانًا لحاهم في صور تتقزَّز منها النُّفوس السَّويَّة والأذواق المستقيمة، فما كان بالأمس محلّ هزء وسخريَّة يصير اليوم (موضة)، وما هو اليوم موضة يصير بعد غد شيئًا باليا مطّرحا، وهكذا دواليك..، وشبابنا منساقون وراء هذا السَّراب، بل مروِّجون لكلِّ هذا الخراب، فأعلنُوا القطيعَةَ مع الأصَالة، ورفعُوا شِعار العَصرنة والحَدَاثة، لا يرونَ الحياةَ تَسعدُ إلاَّ إذا كانت على النَّمط الغربيِّ الأوربي، ومُتابعتِه في كلِّ ما يأتي ويَذَرُ، وهم بهذا يتحقَّق فِيهم ما أخْبر به الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لتتَّبعنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ؛ قالوا: يا رسُول الله! اليهودَ والنَّصارى؟ قال: فَمَنْ!؟» أخرجه البخاري (3269)، ومسلم (2669)

والسَّنَنُ: هو الطَّريق، قال النَّوويُّ: «والمرادُ بالشِّبر والذِّراع وجحر الضَّبِّ: التَّمثيل بشدَّة الموافقة لهم في المعَاصي والمخَالَفات».

فانظر ـ رحمك الله ـ إلى واقعنا اليوم لتعلم يقينًا صدق هذا الخبر النَّبوي الكريم، حيث صار تقليد اليهود والنَّصارى ومشابهتهم في هيئاتهم وملابسهم وأشكالهم واختفالتهم هو السِّمة الظَّاهرة والعادة المنتشرة، فأضحى المتمسِّك بالمظاهر الإسلاميَّةِ من ملبس وهيئة وسَمْتٍ يعدُّ شاذًّا مخالفًا لعُموم النَّاس، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله من تقلُّب الأحوال، وتحوُّل الأفهام.

إلاَّ أنَّ المتمسِّكَ بسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم والسَّائرَ على هديه ينبغِي أن لا يهينَ قلبُه ولا يَلين عزمُه وأن يثبُتَ على دَربه، ولا يغترَّ بكثرةِ الواقِعين في حَمْأة المشابهة للكفَّار، ولا يَستوحش بقلَّة المعتزِّين بمظاهر الإسلام، ويَستأنس بقوله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللهِ، لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ الله وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» أخرجه البخاري

قال ابن تيمية رحمه الله: «فعُلم بخبرِه الصِّدقِ أن لا بدَّ أن يكون في أمَّته قومٌ متمسِّكين بهديه الَّذي هو دينُ الإسلام محضًا، وقومٌ منحرفين إلى شُعبة من شُعَب دين اليهودِ أو إلى شُعبة من شُعَب دين النَّصَارى، وإن كان الرَّجلُ لا يكفُر بهذا الانحراف، بل وقد لا يفسُق أيضًا، بل قد يكونُ الانحراف كفرًا، وقد يكونُ فسقًا، وقد يكون سيِّئةً، وقد يكون خطأً.

وهذا الانحراف أمرٌ تتقاضاه الطِّباع، ويُزيِّنُه الشَّيطان، فلذلك أُمِر العبدُ بدوامِ دُعاء الله سبحانه بالهداية إلى الاستقامةِ الَّتي لا يهوديَّةَ فيها، ولا نَصرانيَّةَ أصلاً»

والَّذي يدعو إلى العَجَبِ أنَّه كيف آثر المسلمون اليوم النُّزول من الأعلى إلى الأدنى، ورضوا لأنفسهم الذُّلَّ والهوان، وأبوْا إلاَّ أن يشابهوا الكفَّار الفجَّار في هيئاتهم وألبستهم وأشكالهم وشعاراتهم، وحقَّروا أمر هذا النَّوع من التَّشبُّه، وما علم هؤلاء المستهينون بهذا التَّشبُّه الظَّاهري أنَّه داء قاتل للشَّخصيَّة الإسلاميَّة؛ لأنَّه يَسْري إلى القلب والعَقل والبَاطن، فيصيب الإيمان والفكر والتَّصوُّر

وأخيرًا أقول: إنَّ الَّذي يدفع بالمسلم اليوم ليتشبَّه بغيره من الكفَّار هو شعوره بـ(الدُّونيَّة) و(الانهزاميَّة) الَّتي ضربت بأطنابها على النُّفوس، وسبب ذلك أمران:

ـ الانبهار بالحضارة الغربية.

ـ والجهل بحقائق الإسلام.

ولو رجعنا بحقٍّ وصدق إلى ديننا لأعزَّنا الله بعزِّه، ورفع عنَّا كلَّ ذُلٍّ أحاط بنا بقدرته، فالله تعالى أخبر عن الكفَّار فقال: ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُون﴾ [الروم:7]، فلا يعدو علمهم أن يكون ظاهرًا من الحياة الدُّنيا الفانية الزَّائلة، وقال تعالى عنهم: ﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُون﴾ [الأنفال:59]، وقال تعالى: ﴿لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَد مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَاد﴾[آل عمران: 196 ، 197].

فمن نوَّر الله قلبه بنور العلم والإيمان وحقائق الإسلام سيظهر له سوء الكفر وبشاعته، وأنَّه مرض ضرره أشدُّ من ضرر أمراض البدن، فالمصلحة كلَّ المصلحة في عدم التَّشبُّه بالمغضوب عليهم والضَّالين.

وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ عدمَ التَّشبُّه بالكفَّار لا يَعني عدم الاستفادة ممَّا عندهم اليوم من صناعات متطوِّرة، وعلوم حديثة، وتكنولجيا عالية، بل هذا أمر آخر لا علاقة له بموضوع التَّشبُّه؛ لأنَّها ليست ممَّا اختصُّوا به، بل هي علوم مشتركَةٌ بين جميع البشر يحُوزها من حَرص عليها وجدَّ واجتهد في تحصيلها لا فرق في ذلك بين مسلم وكافر.

كما لا يمنع أبدًا أن نستوردَ منتوجاتهم ونقتنيَ سِلَعهم وآلاتهم المباحة النَّافعة، ونتعامل معهم في ذلك، وإنَّما المحذور أن نستورد عاداتهم وأخلاقهم وأعيادهم وسلوكاتهم، ولا حول ولا قوَّة إلاَّ بالله.




اللهم اجعل حبك وحب رسولك أحب إلينا من أنفسنا وأبنائنا ومن الماء البارد على الظمأ،
اللهم ارزقنا شفاعة نبيك محمد وأوردنا حوضه، وارزقنا مرافقته في الجنة،
اللهم صلى وسلم وبارك أطيب وأزكى صلاة وسلام وبركة على رسولك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه
وصلى الله على نبينا وحبينا وقرة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه وسلم



واسال الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الأعما ل



دمتم في رعاية العلي القدير

تعليقات