إخلاص النية في العمل

إخلاص النية في العمل
 هو أن يتناسى الإنسان كل ما سوى الله ،
 وأن لا يكون الحامل له على هذه العبادة إلا امتثال أمر الله عز وجل وإرادة ثوابه وابتغاء وجهه عز وجل ، وأن يتناسى كل شيء يتعلق بالدنيا في هذه العبادة ، فلا يهتم بالناس أرأوه أم لم يروه ، أسمعوه أم لم يسمعوه ، ولا يبالي بهم أثنوا عليه أم قدحوا فيه ، وكذلك أيضا من أسباب الإخلاص أن يكون الإنسان حين قيامه بالعبادة مستحضرا لأمر الله عز وجل بها ، ومستحضرا لإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيها ، مثال ذلك : رجل قام يتوضأ للصلاة ، فهنا نقول أولا استحضر أنك إنما توضأت امتثالا لأمر الله عز وجل ، كأنك الآن تقرأ قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين ) وكأنك لوضوئك تقول سمعا وطاعة ، تجد في هذا حلاوة ولذة وحبا للطهارة ؛ لأن الله أمرك بها ، ثم استحضر أنك في هذا العمل متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، كأنما رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامك وأنت تتبعه في هذا الوضوء ، وبهذا يتحقق لك الثواب والأجر للإخلاص والمتابعة وبذلك تحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين