(إلغاء بيوت العزاء)

(إلغاء بيوت العزاء)
في حالة تم الغاء بيوت العزاء والتي مدتها ثلاثة أيام ، سوف يتحقق بهذا الترك والإلغاء ما يلي :
١- إحياء سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، والذي لم يرد عنه أن فتح بيت عزاء لمدة ثلاثة أيام واستقبل فيه المعزين ، عندما توفي اقرب الناس إليه ، وهم ( بناته أم كلثوم وزينب ، وزوجته خديجه ، وسيد الشهداء حمزه بن عبد المطلب وابن عمه جعفر بن ابي طالب ) .
ونحن مأمورين باتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
٢- توفير على أهل الميت عناء المصاريف المالية العالية والتي أصبحت عبئاً على كاهلهم حيث تصل أحيانا آلاف الدنانير ، ما بين أجرة البيوت وعمال القهوة ، ثمن المناسف لمدة ثلاثة أيام ، وقد علمت أن هناك من يستدين من الناس لتوفير هذه النفقات العالية والمرهقة.
٣- رحمة بالمعزّين والذين أصبح تقديم واجب العزاء يشكل إرهاقاً عليهم خاصة إذا كانوا يقطنون في محافظات المملكة ومناطق بعيدة ، ويتكبدوا عناء السفر ، وترك اعمالهم ووظائفهم ،كذلك رحمة بأهل الميت والذين يقفوا ثلاثة أيام على اقدامهم وهم يستقبلوا المعزين مما يشكل إرهاق وتعب جسمي لهم وهم في قمة حزنهم وتأثرهم على من فقدوا .
٤_ بيوت العزاء أصبحت مكانا للّقاء الاجتماعي بين الأصدقاء وللحديث الجانبي والتسليه ، وفرغت من مضمونها وهي الاتعاظ والعودة إلى الله والإقبال عليه وذكر هادم اللذات - كفى بالموت واعظاً يا عمر ".
٤- لا ينتفع الميت من بيوت العزاء بل ينتفع بالصدقة ، فالأولى أن توفر هذه الأموال التي تنفق على بيوت العزاء وتمنح صدقات عن روح الميت للفقراء والمحتاجين ، علما أن هذه الأموال التي تنفق في بيت العزاء كان الميت أثناء حياته بحاجه لبعضها لحل مشاكله في العلاج أو الانفاق ولكن حُرِمَ منها.
٥- أصبحت بيوت العزاء وسيله للمباهاة والاستعلاء للأغنياء القادرين ولِسُراة القوم ، بأثمانها من جهة وبحجم المعزين ، مما يشكل هذا المشهد سبب للتفاوت الطبقي وتنغيص على الفقراء وشعورهم بالدونية، وعجزهم عن محاكاة هذا الغني القادر بماله وجاهه، مما يكون سبب أيضا لقطع أواصر الروابط والوحدة بين أفراد المجتمع.
أما البديل فيُكتفى بالتعزية اثناء الدفن أو بعده وعند رؤية ذوي المتوفى في مكان ما ، وتقديم تكاليف العزاء إلى الفقراء والمساكين أو إنشاء اعمال خيرية للأيتام والمساكين كصدقة جارية عن روحه تنفعه .
وقد جمعت لكم أقوال أهل العلم في طعام العزاء .
* يقول ابن قُدامه -وهو مذهب الحنابلة
أما صنع اهل الميت الطعام للمعزين فهو مكروه، لأن فيه مصيبة على مصيبتهم وتشبهاً بأهل الجاهلية
* وقال الحطاب المالكي وهو مذهب المالكية:كرهه جماعة وعدّوه من البدع
* وقال ابن الهمّام الحنفي وهو مذهب الحنفية: يكره اتخاذ الضيافة من أهل الميت وقال هي بدعة مستقبحة
* أمّا النووي وهو مذهب الشافعية: ان صنع اهل الميت للطعام وجمع الناس عليه فهو بدعة غير مستحبة هذا والله المستعان .