وأنّ اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب فيهما مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)


من فترة لفتت نظري الآية التي تتكلّم عن التوراة والإنجيل، وأنّ اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مكتوب فيهما (الذين يتّبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل)، ثم أحضر لي الأخ الفاضل أحمد أبده فيلما مدته حوالي ثلث ساعة بعنوان «الحقيقة سوف تسود». الفيلم أعدّه مسلمون أجانب بلغة إنجليزية واضحة مترجمة، وبمناظر طبيعية جميلة، وبمقاطع تمثيلية حقيقية منقولة، يشدّك إذا فتحته منذ البداية، حيث أصوات الناكرين لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، يتبعها تلاوة إنجليزية وقورة لمعاني الآيات التي ذكرت نبوة محمد مع من سبقوه من الأنبياء، ثم ينتقل مناقشا أهل الكتاب بأنّ الكتاب الذي يحملونه مكتوب فيه اسم محمد، فينقلنا بالصورة إلى العهد القديم، وإلى الإصحاح الخامس من سفر (شيرها شيرين) وهو أحد الكتب الخمسة الموجودة في الإنجيل أو كما يعرف بنشيد سليمان أو نشيد الإنشاد، الذي يتحدّث عن رجل غامض لم يولد بعد، أيّ أنّها نبوءة، واليهود يقولون عنه أنّه سليمان عليه السلام، والنصارى يؤولونه بأنّه عيسى عليه السلام، والترجمة الإنجليزية لا تترك اسم محمد بالعبري كما هو إذ الأسماء لا تترجم، بل تقوم بترجمته إلى كلمتين هما (كله مشتهيات)!
ويقوم الفيلم باستعراض النص العبري القديم للتوراة المكتوبة في القرن الثامن الميلادي، ثم يقوم بعرض الكلمة العبرية التي تُلفظ بالعبري والعربي بنفس الطريقة (محمد)، ووفقا للقاموس العبري فإنّ لفظها (محمد) وليس (مهمد Muhammad)، ثم يطرح الفيلم سؤالا: كيف يمكننا أن نتأكّد من لفظ الكلمة؟ ويجيب بأنّه سيتم إعطاء المقطع لحاخام يهودي ليقرأه بصوت مرتفع، وفعلا يقرأ الحاخام النص، ونندهش للفظ اسم محمد كما نقرأه بالعربية ( م ح م د)، ويقوم الفيلم بتكرار الاسم بلفظ الحاخام كثيرا (محمد، محمد...)، مع صور جميلة للقدس الشريف (فك الله أسرها) وللكعبة الغراء، ونشيد (طلع البدر علينا) مع مقطع لفيلم الرسالة وضرب الدفوف.
ثم يقوم الفيلم بقص الكلمة العبرية ولصقها في قواميس ترجمة فورية مجانية على الشبكة العنكبوتية، كالقاموس العبري، وقاموس (World Lingo)، ليقوم بترجمتها إلى لفظ (Muhammad) وليس (كله مشتهيات)!
ثم مقطع لمناقشة العالم ديدات رحمه الله لبعض القساوسة وهو يطرح هذه النقطة بالذات، بأنّ اسم محمد موجود بالنص العبري الأصلي بنفس اللفظ العربي، وينكر على المترجمين ذوي النوايا السوداء قائلا: «لا تملكون الحق في ترجمة أسماء الناس، يجب الحفاظ على الاسم كما هو..محمد وليس (كله مشتهيات)». ثم يعرض الفيلم مقطعا للنصراني الذي أسلم (أتوني غرين)، حيث يتحدّث عن مناقشته لعدد من الحاخامات اليهود الذين اعترفوا له باقتناعهم بنبوة محمد، فطلب منهم أن يسلموا فردّ عليه أحدهم قائلا: «نحن لم نتّبع نبينا موسى، فكيف تريدنا أن نتّبع نبيا من قبيلة أخرى!» وصدق الله العظيم، بأنّ علماء أهل الكتاب يعرفون نبيّنا محمدا حق المعرفة: «الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم».

تعليقات