* مش معقول.. هو انت؟


 لقد علمت الآن أن ما تبقى من عمري ستة أشهر وهذه فترة كافية أن أرتب فيها أموري وأن أتهيأ للقاء ربي وكان من الممكن أن أموت دون أن أعرف هذه الحقيقة ولكن من كرم المولى ولطفه بنا أن هيأ لي من يعرفني بذلك. ولا اعتراض لي على حكمه. وتقبلت زوجتي ما قلته لها بصبر المؤمنة الحقة فلم تجزع ولم تضطرب فأسلمنا أمرنا لله.
ذات ليلة خطر على بالي أنني طالما سلمت أمري لله لماذا لا استغل قيامي في الثلث الأخير من الليل وأقرأ سورة (يس) سبع مرات لسبع ليال متصلة وأسأل الله أن يشفيني وأنا موقن برحمة ربي. وجعلت أتلو سورة (يس) في الثلث الأخير من الليل سبع مرات بعد أن أصلي ركعتين ولزمت ذلك وواظبت عليه.
وشعرت بتحسن في صحتي وانفتحت شهيتي للأكل وقلت نوبات السعال التي كانت تنتابني.. ونقلت إلى مدينة الأبيض فنفذت قرار النقل وتبقى لي من الموعد الذي حدده لي الدكتور شهران. وجاءت ستة أشهر ومرت وجاءت ستة أشهر أخرى ومرت. ولم أكن أشعر بأي أعراض وأخذت زوجتي وذهبت لمصر لمقابلة الدكتور الذي كشف علي من قبل. وعندما اطلع على ملفي عنده صاح بأعلى صوته:
* مش معقول.. هو انت؟! دا مش معقول.. ياسبحان الله انت عملت إيه؟ قل لي انت عملت إيه؟
فأخبرته إنني كنت اسأل الله أن يشفيني.
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، 
 
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا و انفعنا
 بما علمتنا و زدنا علماً و أرنا الحق حقاً و ارزقنا إتباعه ، و أرنا الباطل باطلاً و 
ارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و أدخلنا برحمتك في 
عبادك الصالحين .




أيها الأخوة المؤمنون:


في هذا العصر الذي نحن فيه منجزات علمية مذهلة ومع ذلك الإنسان الذي هو
الأصل في كل هذه المنجزات ليس سعيداً ، كما قال النبي الكريم: تمتلئ الأرض ظلماً 
وجوراً فيأتي أخي عيسى فيملأها قسطاً وعدلاً.


((  عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تُمْلأ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي يَمْلِكُ سَبْعًا أَوْ تِسْعًا فَيَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً
  ))

[ أحمد ]


مجتمعات الكفر جاءوا بأسلحةٍ فتاكة ، جاءوا بأجهزة كهربائية عجيبة ، حققوا إنجازات
علمية مذهلة ومع ذلك كل هذا الإنجاز الحضاري لم يسعد الإنسان ، أغرقه في لذائذ 
ولكن نفسه معذبة وفرق بين اللذة والسعادة ، اللذة تتأتى من الخارج من طعام ، من 
جمال ، من ترف ، من بيت ، من مركبةٍ ، أما السعادة تنبع من الداخل من اتصال 
بالله وإقبال عليه ، فالمجتمعات الغربية قدمت للإنسان منجزاتٍ حضاريةً مذهلة ومع 
ذلك كل هذه الإنجازات لم تسعد الإنسان ، 
 بالمقابل الأنبياء ماذا قدموا ؟ قدموا كلمةً
طيبة لا كان معهم سلاح فتاك، ولا حاسب ، ولا مراكب فضائية ، ولا أقمار صناعية
ولا منجزات حضارية ، حياتهم بسيطة لكن جاءوا بالكلمة
 .الآن محور هذا الدرس قال تعالى:

﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24)

[ سورة إبراهيم ]
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
آمركم بثلاث و أنهاكم عن ثلاث آمركم أن تعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا وتعتصموا بحبل الله جميعا و لا 
تفرقوا و تطيعوا لمن ولاه الله عليكم أمركم وأنهاكم عن قيل و قال ، و كثرة 
السؤال وإضاعة المال
الراوي : أبو هريرة المحدث : الألباني - المصدر:السلسلة الصحيحة- الصفحة أو الرقم:685
خلاصة حكم المحدث:إسناده صحيح على شرط مسلم

تعليقات