(لو اتفقتما على رأي ما خالفتكما).



يقتضي التنازل عن بعض الاجتهاد لصالح المجموع، حتى وإن كان مرجوحاً، ألم يفعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أُحد وقد رأى في المنام رؤيا حق، وقد اجتهد وهو الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأولها ألا يخرج من المدينة المنورة لكنه نزل عند رأيهم وترك رأيه كارهاً وكانت النتيجة سلبية إلا أن القرآن أكد عليه مع ذلك، } فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ{ آل عمران 159.

إنّ الصلاح الكامل والنضج الوافي والاستجابة الشاملة لا يمكن أن تحصل ولم تحصل في خير القرون في التاريخ وفي خير الأجيال.
وقد قيل:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى ظمئت وأي الناس تصفو مشاربه
* نحن بشرٌ نعيش على الارض، وسنبقى نسير ونتعثر نخطئ ونصيب، والعظيم الفذ من صبر على الصغير حتى يكبر وعلى الجاهل حتى يعلم وعلى المتفرق حتى يجتمع وعلى الشارد حتى يعود وعلى المتردد حتى يسير وعلى المهرول حتى يعتدل.
فيا أيها الموهوبون يا من لديكم ميزات لم تعط لغيركم نعمة امتحنكم الله بها، لا تحرموا الناس تأثيركم ولا تَمنّوا على الناس العاديين ولا تتعالوا عليهم بقول أو ممارسة من حيث لا تعلمون ولا تزكوا انفسكم هو أعلم بمن اتقى.
* نعم للفردية إيجابيات لا تخفى، منها انطلاق التفكير والشعور بالتحدي مما يدفع إلى الابداع والإصرار والمثابرة، لكنها لا تستطيع الصمود أمام تحديات كثيرة تحرمها النجاح أو الاستمرار في النجاح إن حَصل، في ظل منهج التكتلات الواسعة في العالم اليوم.
وقد قال خير الناس محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي المرسل لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما: (لو اتفقتما على رأي ما خالفتكما).