( إن الله يحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ )

( كلُّكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيَّته )

وإن من الحِرمان والغفلَة: أن ينصرِف البعضُ عن أعظم مواسِم الخير
 والعبادة بالأسواق، واللهو، والنوم، وهذا من تلاعُب الشيطان وإغوائِه،
 قال الله تعالى:

{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلًا }
[ الإسراء: 65 ].

وشدَّ مِئزَره كنايةً عن الاستِعداد للعبادة، والتشمير في الطاعة،
والاجتِهاد فيها زيادةً على المُعتاد؛ فالوقتُ في العشر ثمين، والساعاتُ نفيسة،
واللحظَاتُ غالية؛ فرُبَّ نفحَةٍ تنزِلُ بعادةٍ أبدية،
ورُبَّ دعوةٍ تُستجابُ تغمِسُك في نعيم الجنة وأنهارها.
وأحيَا ليلَه أي: يقوم أغلبَه

 قالت عائشةُ - رضي الله عنها -:
[ لا أعلمُ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - قرأَ القرآنَ كلَّه في ليلةٍ،
ولا صلَّى ليلةً إلى الصبح، ولا صامَ شهرًا كاملاً غيرَ رمضان ]

في العشر الأواخر تحلُو المُناجاةُ الخفيَّةُ لله بعيدًا عن الأنظار والأسماع،
 في المُناجاة يُخلِصُ القلبُ لله مُتخلِّيًا عن كل ما سِواه، مُتحلِّيًا بذُلِّ العبوديَّة لله،
 مع الإلحاح في طلب العفو والمغفرة من العفوِّ الغفور،
 وبالطمع والرجاء في طلب الرحمة من الرحمن الرحيم.

في المُناجاة يكونُ الحمدُ والثناءُ والشُّكرُ والدعاءُ والتقديسُ والإجلالُ لله؛
 قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -:

( إن الله يحبُّ العبدَ التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ )