اسمعوا واعقِلوا وصيَّةً عظيمةً صدرَت من مُعلِّم البشرية وسيِّد الخليقة

صورة
اسمعوا واعقِلوا وصيَّةً عظيمةً صدرَت من مُعلِّم البشرية وسيِّد الخليقة

نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، وهو يُوجِّهُ للأمة وثيقةً خالدةً،

تصلُح بها حياتُها وأُخراها، وتُفلِح بها في كل عصرٍ وحين.

وثيقةٌ يجبُ أن تكون نُصبَ أعيننا اليوم، وأن يكون تطبيقُها حاكم تصرُّفاتنا،

ومُوجِّه إراداتنا، ومُصحِّح حركاتنا وتوجُّهاتنا.



وصيَّةٌ تصدُرُ ممن لا ينطِقُ عن الهوى، لا تنظُر لتغليب مصلحةٍ قومية،

ولا تنطلِقُ من نزعةٍ عِرقية، أو نظرةٍ آنيَّة. وثيقةٌ صدرَت ممن لا ينطِقُ عن الهوى،

ولا يصدُر إلا عن وحيٍ يُوحَى.

وصيَّةٌ نورانيَّةٌ تنهضُ بالأمة الإسلامية اليوم إلى الحياة المُزدهِرة المُثمِرة بالخير

والعزِّ والصلاح والقوة .



إنها وصيَّةٌ مُستلهَمةٌ من قوله - جل وعلا -:



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ }

[ الأنفال: 24 ]

إن الأمة اليوم في سُباتٍ تحتاجُ معه إلى إحياءٍ شاملٍ، للأفراد والجماعات

والنفوس والمُقدَّرات.

حياةٌ تُبنى على قوة الإيمان بالله - جل وعلا - التي لا غِنى عنها في مُواجهة الأزمات؛

لتصِل بنا إلى صلاحٍ كاملٍ بأشمل معانيه وأدقِّ صُوره،

بما يجمعُ للأمة تحقيقَ السعادة،

ومُعايشَة الأمن والسلام والخير والازدهار والرُّقيِّ في جميع مجالات الحياة .



أيها المسلمون :



إن العزَّ في تحقيق هذه الوصيَّة مضمونٌ، والمجدَ في الدارَين بتنفيذ بنودها مرهُون.

كيف لا ؟

وقد قال الله - جل وعلا -:



{ لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ }

[ الأنبياء: 10 ]



{ فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }

[ الأعراف: 35 ].



إنها وصيةٌ - أيها المسلمون - الأفرادُ بدون تحقيقها في ضياع،

والمُجتمعات في البُعد عن مضامينها إلى شتاتٍ ودمار،

والحُكَّام بدون تحقيقها وتحكيمها إلى عاقبةٍ وخيمةٍ ونهايةٍ مأساوية.

وثيقةٌ تصدُر من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،

تربط المُسلمين بالأصالة مع اتصالهم بالعصر الذي يعيشُون فيه.

وثيقةٌ ووصيةٌ تحقيقُها هو الضامنُ الأوحد للتحديات التي تُواجه الأمة الإسلامية،

وتستهدِفُ قيمَها ومُقدَّراتها وخصائصها.