ويأتي العيد ليُجدِّد هذه المعاني، ويُؤكِّد الأواصِر، ويُوثِّق الروابط.


{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
[التوبة: 71].
فيجِبُ أن نتَّخِذَ مِن العيدِ سببًا للتواصُلِ والتوادِّ، وفُرصةً لطَرحِ
الضغائِنِ والأحقاد، قال - صلى الله عليه وسلم - في الحديث:
( مثَلُ المُؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم كمَثَلِ الجسَدِ الواحِدِ ).
في العيدِ دعوةٌ بنَشرِ السُّرورِ وإدخالِه على النُّفوسِ، والتأكيد على
معانِي الرحمة والإحسان والإفضالِ؛ فرَضَ رسولُ الله –
صلى الله عليه وسلم - زكاةَ الفِطر وقال:
(اغنُوهم عن الطلَبِ في هذا العيدِ).
( المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف )
الإسلامُ يدعُو إلى تآلُف القلوب ووحدة الصفوف،
وهو جيلُ المحبَّة والاجتماع والأُلفة والرحمة.
ويأتي العيد ليُجدِّد هذه المعاني، ويُؤكِّد الأواصِر، ويُوثِّق الروابط.
لحصول الأمن وحفظه، يُعلِّمنا دينُنا أن الإيمان سببٌ لحصول الأمن وحفظه.
هذا الأمن الذي نعيشُه في بلادنا، ونتفيَّأُ ظلاله نعمةٌ لا تُقدَّر، ومنَّةٌ لا تُوصَف،
أمنٌ وارِفٌ وافِر، مكَّن الجموع المُباركة من أداء حجِّهم ونُسكهم بيُسرٍ وسهولة،
الطُّمأنينة تحفُّهم، والسكينةُ تغشاهم .
أما الأحداثُ العابِرة فإنها تُقلّل من قيمة الجهود المبُولة، والأموال المصرُوفة،
والإنجازات المُترادِفة التي لا تُخطِئُها عينُ مُنصِف .
والمسجد الأقصَى يئِنُّ من فقد الأمن؛ فقد انتُهِكت حُرمته،
وعاثَ المُفسِدون في باحته فسادًا، وواجبُ المُسلمين التكاتُف والتعاوُن
والتنادِي لنُصرته، وحفظِ حقِّه وحماية حدِّه، وردع المُعتدين.
كما نُحيِّي ونشُدُّ على أيدي المقدسيِّين وإخوانهم في مواقِف البطولة
والعزة والكرامة والتضحية، التي سطَّروها نُصرةً للأقصى، وأداءً للواجِب .
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏