كل عام و انت بخير

عيدُ اليوم عيدُ الأضحَى يزدانُ بما خُصَّ به مِن قُرُباتٍ عظيمة، وما يقَعُ
فيه مِن أ
عمالٍ جليلةٍ مِن الحُجَّاج والمُقيمين في الأمصار؛ ففيه ذِكرٌ وتكبيرٌ، وصلاةُ عيد،
وذبحُ أُضحيةٍ وهَديٍ لله، وهو عيدُ محبةٍ وتآلُفٍ ووِئام،
وصِلةٍ واجتِماعٍ وسلام، وإظهارُ ذلك يوم العِيد مِن إعلان الشعائِر
وتعظيمِها، وذلك دلالةٌ على تقوَى القلوبِ لعلَّام الغيُوب.
فاجعَلُوا - عباد الله - يومَ عِيدكم يومَ فرحٍ وهناءٍ، يوم سعادةٍ وصفاء،
لا يوم فُرقةٍ وبغضاء، ولا قطيعةٍ وشَحناء، بل تغافَروا، وتصافَحُوا،
وتوادُّوا، وتحابُّوا، وتعاوَنوا على البرِّ والتقوَى لا على الإثم والعُدوان.
صِلُوا الأرحام، وارحَموا الضُّعفاءَ والأيتام، وتخلَّقُوا بأخلاق وآداب الإسلام.
وهذا اليوم المُبارَك تجتمعُ فيه عباداتٌ لا تجتمعُ في غيرِه، فحُجَّاجُ بيت
الله اليوم الجِمار يرمُون، والهَديَ ينحَرون، ورُؤوسَهم يحلِقُون،
وبالبيتِ يطُوفُون، وبالصفا والمروة يسعَون، وأهلُ البُلدان اليوم يُكبِّرُون،
وفي المُصلَّى يجتمِعُون، وصلاةَ العيد يُؤدُّون، وأُضحياتِهم يذبَحُون.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نص‏‏