ومِن مَحاسن دينِنا: هذه الزكاةُ التي هيَ حقٌ للفقيرِ،

 

ومِن مَحاسن دينِنا: هذه الزكاةُ التي هيَ حقٌ للفقيرِ، ليسَ للغَنيِ فيها مِنةٌ على الفقيرِ؛
فالمِنةُ للهِ وحدَه. فأدُّوها يا أصحابَ الجِدَةِ قبلَ أن يأتيَ يومٌ يُحمىَ عليها
في نارِ جهنمَ، فتُكوَى بها الجِباهُ والجُنوبُ والظُهورُ، وقبلَ أن يُمثَّلَ لصاحبِ
المالِ مالُه ثعبانًا مروِّعًا، فيأخذَ بشِدْقَيه، ويقولُ: أنا مالُك أنا كنزُك.
أيُها المسلمونَ: يجبُ التفقُّه بأحكامِ الزكاةِ، وإليكمْ ثلاثةَ عشرَ سؤالاً وجوابُها مختصرًا:
1- يقولُ: لا أعرفُ المساكينَ، فمَن أعطيْها؟
الجوابُ: أعطِها الجهاتِ الرسميةَ المصرحَ لها، كجمعياتِ البرِ، وكمنصةِ إحسانٍ،
ومنصةِ "فرجتْ" ومنصةِ "جودٍ للإسكانِ".
2- هل الأفضلُ أن أُخبرَه أنها زكاةٌ؟
الجوابُ: إذا كانَ من عادتهِ أن يأخذَ الزكاةَ فلا يَنبغي أن تخبرَه؛ لأن اللهَ -
تعالى- يقولُ: (لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى)[البقرة:264].
3- هل يجوزُ أن أعطيَ زكاتي لأخي المديونِ العاجزِ، أو بِنتي المتزوجةِ المحتاجةِ؟
الجوابُ: يجوزُ، بلْ هوَ الأفضلُ؛ لأن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أخبرَ أن
"الزكاة عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَهِيَ عَلَى ذِي الرَّحِمِ ثِنْتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ"
(سنن الترمذي 658 وقال الترمذي: حسن).
فقد بقيَتْ زكاةٌ مهمةٌ جدًّا نحنُ عنها غافلونَ، زكاةٌ يدفعُها حتى الفقيرُ!
أتدْرونَ ما هيَ؟! إنها زكاةُ نفوسِنا لننالَ فلاحَنا، فربُّنا قالَ في آيةٍ نسمعُها
كلَّ تراويحٍ: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى)[الأعلى:14]. وتذكرْ أن موسَى –
عليهِ السلامُ- يقولُ لفرعونَ: (هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى)[النازعات:18].
فلنتفقَّد قلوبَنا ونحنُ في رمضانَ؛ لنُصلِحَ فسادَها لتتزكَى، ولتُكثرْ من الدعاءِ
قائلاً: اللهم أصلِح فسادَ قلبي. ومن قولِ: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا)[آل عمران:8].
والدعاءُ في رمضانَ خاصةً نحنُ عنه غافلونَ.
فيا أيُّها الصائمُ لربِّك: أتدعُو قُبيلَ الإفطارِ بدقائقَ، أم تترقبُ: كم بقيَ على الأذانِ؟
أتدعُو وتستغفرُ قبل سحورِك، أم منهمكٌ بجوالِك؟